سورة الأنعام ... و الآثار الإجتماعية للشرك

"قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين"

 سورة الأنعام أنزلها الله جملة واحدة على نبيه، وهي ف غالبها حجاج للمشركين في إشراكهم لله، تقريرا لعقيدة التوحيد!
مما جادل به الله مشركي العرب في إشراكهم مع الله ألهة بغير نظر ولا استدلال هو ما يمكن أن نسميه بالأثار الإجتماعية للشرك!

في الآية 163 من سورة الأنعام، بيذكر نوع من أنواع الشرك مع الله وهو تحريم ما أحل الله بغير حق، القرآن سرد جزأ من السياق الاجتماعي اللي خلقه الشرك بالله خصوصا في نقطة التضحية بالأنعام وتحريم أكلها و الانتفاع بها في ظروف معينة بل وصل الأمر لقتل الأولاد خشية الفقر، فكانت العرب تعرف الوأد للبنات، أي قتلهم بالدفن أحياء وهن صغيرات رضع حتى قبل أن تراهن أمهاتهن بعد وضعهن! وكان الوأد له أسباب أجتماعية متعددة منها أن البنت لا تقوى على الكسب فيخاف أبوها أن تفقره فيقتلها! أو أن تغلبها الحاجة بعد موت أبوها فيفتضح أباها بعد موته!! خصوصا وأن العرب كانوا يأكلون ميراث الأيتام و النساء و منهم من كان يورثون الزوجات، فما بالك ببنت صغيرة يتيمة كيف يمكن لذلك المجتمع أن يحافظ عليها ولا تجلب لسمعة أسرتها الحاجة والفقر! فكان من العرب من يأد بناته خشية الفقر، ومنهم من كان يأدهم خشية السبي!

كان زيد بن عمرو بن نفيل -أحد حنفاء الجاهلية- يحيي الموءودة أي عندما يري أن أحد العرب يحمل رضيعته ليدفنها، يأخذها منه ويتكفل بها وعندما تكبر يقول له إن شئت دفعتها إليك أو أكفيك مؤونتها!

كل هذا الظلم الذي بينه الله في مسألة تعطيل الإنتفاع بالأنعام و قتل أطفال لا ذنب لهم سببه هو مسألة الشرك بالله! فالشرك بالله ليس فقط اعتقاد باطل لا يقوم على نظر ولا استدلال ولا حجة بل على تقليد اجتماعي يورد صاحبه الهلاك في الآخرة، بل هو اعتقاد يسبب فساد عظيم في الأرض.

وفي أيامنا هذا الموضوع أوضح وأظهر، ففي الصين كنتيجة لتحديد النسل بسياسة الطفل الواحد، أنتشر وأد البنات في بطون أمهاتهم بالإجهاض! و انتشار أيدلوجيات اللواط -الذي بجانب أنه محرم- التي تهدم المجتمع هدما بتفكيك مفهوم الأُسرة بالأصل فتمنع النسل و تقطع السبيل على من يريد أن يحيا على فطرة الله! فإن احتجوا بأن النسل سيستمر، بعمليات التلقيح الصناعي والأرحام البديلة فإن هذا زيادة في الطغيان و البؤس، فينتج عندنا أطفالا لا ينبتون في أجواء أسرية فطرية، فتجد طفلا لديه اب و أم وطفلا لديه أمين وطفل لديه أبوان، وطفلا لديه أب أنثي و أم ذكر وتبديلات و توافيق ما أنزل الله بها من سلطان ولا يريدها الله!

فكذلك الإشراك بالله في أمور كثيرة ينتج عنه سياق اجتماعي مدمر للإنسان ولما سخره الله من وسائل ومخلوقات خلقت لخدمته!



Comments

Popular posts from this blog

ستمحوه الرياح

حول الابتلاء و الاختيار

سألت ربي