شهوة الانتصار للنفس

بقالي فترة تكاد تقارب السنتان لا أخوض نقاش إلا مع من أثق في عقولهم. يريد أحد ممن لا أريد مناقشتهم أن يحادثني في أمر ما، فأصرفه عني تارة بالابتسام وتارة بالإجهاز على النقاش قبل أن يبدأ بتبيات موضع الخلاف الأصلي الذي لن أغيره ولن يغيره هو فيولد النقاش ميتا، فلا يتم الحديث ويسلم ضغطي من الارتفاع.

نتيجة لذلك البرود من جانبي تجاه اي مناقشة، لاحظت أن نفسي تهرع لأي نقاش يمكن أن يندلع، نبهني أحد أصدقائي اني في نقاش مع شخص ما أردت الانتصار لرأيي بشكل ظاهر، قلت له أني أردت ذلك بشدة، أردت ان أعيد لقدرات التحليل والنقاش الأني أن تعمل مرة أخرى حتى لو كان النقاش عن أي حدث تافه!

القدرة على تحليل كلام مناقشك بشكل لحظي وايجاد الثغرات فيه وتكوين حجة مضادة مدعمة بالأدلة والقرائن ثم صياغة كل هذا في صورة قالب فكاهي يتقبله من يستمع لنقاشك لهو شيء ممتع لبعض الناس، وفيه شهوة قد تخفى على المرأ نفسه!!

كنت اقرأ في كتاب يناقش مسائل علم الكلام في الحجاج الإيماني، فكان مما أورده الكاتب هو رغبة المشتغلين بعلم الكلام في الوصول لذروة تلك الشهوة، شهوة غلبة الأقران، شهوة الإتيان بالدليل القاطع، لا رغبة في التصديق ولكن اشباعا لشهوة العقل!

فإن للعقل شهوة لا تقل عن شهوة البطن و الفرج، فهنيئا لمن صرف عقله فيما ينفعه واستغل ما أتاه الله من ذكاء في طلب الاهتداء من الله.

أظن ان هناك نقل عن شيخ الإسلام كان يتحدث فيها عن اقوام قد أوتوا ذكاء ولم يأتوا زكاء، فنرجو من الله المغفرة والرحمة وألا يؤاخذنا بما نسينا أو أخطأنا.

Comments

Popular posts from this blog

ستمحوه الرياح

حول الابتلاء و الاختيار

سألت ربي