Posts

Showing posts from September, 2018

والوجه أجملُ من حظي إذا ابتسما

اكتشفت اني بحب الغزل اللي قائله بيخلط بين الغزل في توصيفه لمحبوبته، وبين حالته الذاتية! زي كده تميم لما قال: "والشَّعرُ أطولُ مِن ليلي إذا هجرت ... والوجْهُ أجملُ من حظي إذا ابتسما" بعض الشعراء العرب القدامى، تحس وهو بيتغزل تحسه بيوصف محبوبته بشئ خارج عن ذاته، بمعنى لما تلاقي شاعر بيصور جمال عيون محبوبته وانها شبه عيون الريم، وغيرها من التشبيهات المستقلة عن الحبيب ومحبوبته، بحس ان الغزل ده قصده الأول اظهار قدرة الشاعر التصويرية مش بقدر قصد اظهار حبه! يعني يفرق ايه مثلا أبيات تصوير جمال محبوبته، عن أبيات مدح ناقته مثلا!! ومدح الناقة ده مش شئ هين في الشعر العربي عندك طرفة ولبيد والنابغة كتبوا ابيات في مدح ناقتهم والثلاثة أصحاب معلقات! بالنسبة لي اللي يفرق فعلا هو قدرة الشاعر على توصيف حاله اثناء توصيف حال محبوبته! خلينا ناخد بيت عمر بن ابي ربيعة: وَلَها عَينانِ في طَرفَيهِما ... حَوَرٌ مِنها وَفي الجيدِ غَيَد وخلينا ناخد بيت جرير: ان العيون التي في طرفها حـور ... قتلتنـا ثـم لـم يحيـن قتـلانـا يصرعن ذا اللب حتى لاحراك به ... وهن اضعـف خلـق الله اركانـا البيتين

ليلى

تجلس وحيدا في الظلام، تصارع عينيك النعاس، فيغلبها تارة بالتعب والانهاك وتغلبه تارات بالآلام والذكريات. كان يشدني قديما مشهد مخاطبة امرؤ القيس لليل: "وليل كموج البحر أرخى سدوله"، وحتى قوله: "بصبح وما الإصباح فيك بأمثل" تخيل ذلك الفارس الشاعر، ابن ملك كندة، يجلس شاردا في حلكة الليل تدور الافكار و الذكريات بعقله كما تدور الخمر برأس شاربها، يسطو على رأسه الماضي، الماضي الذي لا فكاك منه! يجالده اعدائه نهارا بالسيف، وتجالده ذكرياته ليلا. ثم بعدها يدلف لمخاطبة الذئب الذي يعوي في ليلته هذه، صراحة على كم البلاغة في أبيات امرؤ القيس تلك وكم الصراع الانساني فيها، إلا إنها بالنسبة لي قمة في البؤس الإنساني، تخيل بدلا من ان يكون الليل سباتا للشخص وان يكون له لباسا، بدلا من ان يخلد للنوم بجانب من يحبه، يكون هذا الليل مجلبة و استدعاء لمزيد من الذكريات و الألام!! بمناسبة الآلام، كنت قد وقعت لنص لدوستويفسكي: "أخشى ما أخشاه ألا أكون جديرا بمعاناتي" لفترة قريبة كنت اعتقد شيئا قريبا من هذا ولكن مع تعديل طفيف: "أخشي ما أخشاه ألا كون قد ادركت اسباب معاناتي