ستمحوه الرياح

 مش عارف ليه برجع هنا احب اكتب اللي بيجي في دماغي، الفترة اللي فاتت غالبيتها كنت قافل الفيسبوك، بقيت احب اميل شوية للعزلة واني اكتب هنا في الفراغ، يمكن علشان بكتب اللي بيجي في دماغي باريحية؟! الله اعلم

المهم من فترة كنت بسمع اغاني الطفولة بتاعت سبيستون دي زي هزيم الرعد و فرسان الارض و القناص ابطال الديجيتال والانمي اللي اترجم زمان على يد قناة سبيستون، لحد دلوقتي بحس بنشوة لطيفة لما اسمع الاغاني دي، في لحظة ما اظن وانا كنت بسمع اغنية بداية هزيم الرعد، جه في بالي اني اشوف الاغنية اليابانية الأصلية واشوف هل هاحس بنفس الشعور، ولا الشعور ده مصدره تجربة الطفولة في التفاعل مع الاغنية ومش مصدره الاغنية ذاتها ولا ايه!
المهم دورت على الاغنية اليابانية الاصلية، وطلعت -في رأيي- سيئة لا يمكن مقارنتها بقوة النسخة العربية سواء في مستوى الكلمات او مستوى اي حاجة تانية، النهارده قدرا وقع تحت ايدي الاغنية اليابانية للقناص، واغنية القناص اظن معلمة مع ناس كتير، اللطيف ان النسخة اليابانية ايقاعها مقارب للنسخة العربية، انا مش بيشدني الايقاع والالحان اد ما بتشدني الكلمات، الكلمات اللي شدتني في النسخة العربية لاغنية القناص! برضه شدتني للنسخة الياباني برضه. 
ما يمكن ان نطلق عليه "التجربة الشعورية" في النسختين مختلفة بالكلية -في رأيي- النسخة العربية توحي لك بان القناص بداية يعلم ما يريده ويعلم اين طريقه، هو عازم حازم في أمره يستلهم روح ابيه معه، ويصارع من اجل العدل والانصاف، بينما النسخة الياباني القناص هو انسان تائه يبحث في اعماق ذكرياته عمن يكون وماذا يريد، يظهر شروده وتفكيره وتطلعه لأمره على عينيه، عينيه التي تعكس براءة من لم يصارع امواج المحيطات، ثم تعده اغنية النسخة اليابانية بان ما كُتب له او عليه فإنه سوف يراه، لن يمكنه تغييرأمره المكتوب عليه، ولكن سيكون عليه العمل بما كُتب قدرا، وان اثاره ستمحيها الرياح!!

هذا المقطع اثار اهتمامي:
The ocean of wood reflect your eyes  
that are staring at the far sky. 
You don't know the wild ocean 
Like the flooding river 
There is the destiny that cannot be changed.



* Go now 
  Go the direction where you heard the voice 
  Believe it, now 
  Everything you choose 
  that wind will cover it up 
  Let the star orison sleep


أوله توصيف لتطلع القناص وبراءته بانه لم يعرف المحيط والاغنية توضح له ماهية المحيط باقصى شئ عاينه في محيطه وهو فيضان الانهار، ثم تصدمك بانك ستصطدم بالاقدار، ثم تنتهي النصائح بانه يجب على القناص ان يختار ويتحرك، و لابد ان يعلم ان الرياح ستمحي اثار كل شئ صنعه!! اوف يالها من نهاية عدمية بامتياز!! أو هكذا بدا لي!!

هل تتذكر ذلك الشطر الثاني العدمي من شعر لبيد بن ربيعة:
ألا كل شئ خلا الله باطل ... وكل نعيم لا محالة زائل(*)
نفس رائحة العدمية التي تصطدمك، شعور بالحركة ونصائح للاختيار ثم العنصر العدمي يأتيك بغتة.

ذكرني كل هذا بمسألة التعامل مع القدر، ان التعامل مع تلك المسألة الحساسة ان تم بشكل خاطئ إما ان يؤدي للتجبر والتكبر بغير وجه حق، أو إما يرمي بك إلى العدمية المقيتة الباردة، إما ان يظن الانسان انه مالك امره كله فيتكبر ويطغى بغير وجه حق، وإما ان يظن انه مقهورقد خُلق عبثا حين تبوء مساعيه بالفشل يسقط في العدمية

كان للدكتور عبد الوهاب المسيري محاضرة على ما اذكر كان ذكر فيها مسألة الاعتقاد بالسببية الحتمية وانتقالها من فيزياء نيوتن وتعميمها على العالم كله انسانه وجماده في فكر النهضة الاوروبي او فكر الحداثة(فكرة ان الانسان ومجتمعه مجبور كجبرية قوانين الفيزياء والتفاعلات الكيميائية)، وتأثيرها على فكر ما بعد الحداثة، انه انسان الحداثة لما اعتقد بالحتمية وان س تؤدي دوما ودائما وابدا إلى ص، فعندما تصدقه التجربة يتكبر ويتجبر وعندما تكذبه التجربة والتاريخ يجزع ويسقط في العدمية، وده كان سبب كبير لظهور فكر ما بعد الحداثة الشبه عدمي!
تلك الحالة التي هي ملخصها: "وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ ۖ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا"

مسألة القدر التي يلخصها الله في أياته: "مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (*) لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ"

ان تعلم ان ما أصابك لم يكن ليخطأك، وما اخطأك لم يكن ليصيبك، و العمل المبنى على هذا العلم، ألا تتكبر وتفخر بغير وجه حق، إذا أُتيت من الفضل ولا تيأس ولا تقنط إذا جرت الاقدار بما لا تهوى الأنفس










ببيبيب

Comments

Popular posts from this blog

حول الابتلاء و الاختيار

سألت ربي